السبت، 30 مايو 2015

النظم المُدمجة، لماذا؟

ذكرنا فى مقال سابق ماهية النظم المُدمجة Embedded systems و اختلافها عن أجهزة الحاسب العادية. نناقش فى هذا المقال بشئ من التفصيل أسباب الاحتياج إلى النظم المُدمجة.

أجهزة الحاسب العادية مُصممة لتلبية احتياجات المستخدمين بشكل عام. فنفس الجهاز قد يُستخدم للعب و مشاهدة مقاطع الفيديو أو الاستماع إلى مقاطع صوتية و بعض المهام المتعلقة بالعمل إلى غير ذلك من استخداماتنا اليومية. التصميم العام و المُحايد لأجهزة الحاسب قد لا يكون مناسباُ فى كل الأحوال للتطبيق الذى نريده و ذلك لعدة أسباب نذكر منها مايلى:

متطلبات خاصة

فى بعض الأحيان قد يتطلب التطبيق بعض الخصائص التى لا يُمكن توفيرها من الأساس عن طريق الحواسيب العادية. لنفترض وجود عميل يطلب نظام لإدارة مصنعه الذى يحتوى على الكثير من المحركات العملاقة التى يتسبب عنها موجات كهرومغناطيسية تؤثر على عمل اللوحات الإلكترونية. و أيضا لنفترض بأن النظام المطلوب سيتعرض لدرجات حرارة عالية جداً. لتحقيق متطلبات خاصة كهذة قد لا نجد بُداً من اللجوء إلى أنظمة مصممة خصيصاً لتحمل الموجات الكهرومغناطيسية و درجات الحرارة العالية.

تقليل استهلاك الطاقة

أجهزة الحاسب تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة و ذلك لدعمها لكثير من الخصائص التى قد لا نحتاج إليها فى بعض التطبيقات و بالتالى فإن استخدام نظاماً موجهاً لخدمة الهدف المراد تحقيقه فقط و لا يمتلك من الإمكانات إلا ما يُحققه يوفر تلك الطاقة المهدرة.

الحجم

تطلب بعض التطبيقات حجما معينا لا يُمكن تجاوزه فإذا كان المطلوب هو ساعة يد ذكية فلن يتناسب معها التطوير على حاسب عادى بالتأكيد.

حرية الحركة

حرية الحركة بجهاز مُعين تتطلب شرطين. الأول هو صغر الحجم و الثانى هو توفر بطارية قادرة على تشغيله لفترة مناسبة من الزمن قبل الحاجة إلى إعادة شحنها و هو ما يعتمد على قوة البطارية أو الاستهلاك المنخفض من الجهاز للطاقة و قد تكلمنا عن هذين الشرطين فى نقاط سابقة.

كفاءة مرتفعة

الكفاءة هى القدرة على استغلال الشئ لتحقيق أكبر فائدة ممكنة منه. و من المُسلم به أنه لتحقيق ذلك يجب ألا يحتوى الشئ المُستخدم على أى موارد غير مُستخدمة. النُظم المُدمجة تتميز بكفائتها العالية لأنها فى الأغلب تتم على عتاد و باستخدام برمجيات مُعدة لفئة مُعينة من التطبيقات و مصممة بحيث تُلبى مطالبها بدون موارد إضافية كثيرة.

تقليل التكلفة

القاعدة العامة فى عالم الصناعة هى تحقيق أكبر جودة بأقل سعرٍ ممكن. النظم المُدمجة تسمح بذلك لأنك لن تدفع نقودك إلا فيما تحتاجه فعلا بدون وجود أى موارد غير مُستغلة. أيضاً سماحيتها باختيار العتاد المُناسب للتطبيق المراد تنفيذه يرفع إمكانية تحسين استهلاك هذا العتاد و بالتالى تقليل الاحتياجات من جهة العتاد المطلوب.

الأربعاء، 25 يوليو 2012

ما هى النظم المدمجة؟

النظم المُدمجة أو المُضمَّنة Embedded systems ،كلمة قد تكون سمعتها من قبل و قد يكون هذا المقال هو أول ما تقرأه عنها لكنك بالتأكيد قد تعاملت معها أكثر مما تظن.
سأوجه لك سؤالاً ساذجاً لكنه ضرورى، هل تعرف ما هو  الحاسب الآلى ؟ 
قطعاً ستجيب بالإثبات، بل قد تُزيد لتوضح لى أن  الحاسب هو ذاك الجهاز الذى لا غنى عنه فهو يقوم بأعقد العمليات الحسابية فى ثوانٍ معدودات. كما يمكن تقسيم تكوينه إلى شقين، شق العتاد و شق البرمجيات. و قد تزيدنى علما أيضا ببيان أن العتاد هنا هو كل ما يمكنك لمسه فى الحاسب من دوائر إلكترونية و أجزاء معدنية الى آخره، كما أن البرمجيات هى تلك الأشياء التى يقدمها لنا بعض مختصى  الحاسب على صورة برامج تساعدنا على إنجاز مهامنا المتعددة. و هى تختلف فى أنواعها من ألعاب و برامج خدمية و نظم تشغيل إلى آخره.
حسنا، لقد فهمت و حان الوقت لسؤالٍ ساذجٍ آخر. ما هو شكل أجهزة  الحاسب ؟
ستخبرنى أن هناك أجهزة  الحاسب المنزلية التى تتكون من شاشة و صندوق صغير يحتوى على باقى العتاد يسمى Case. كما أن هناك نوعاً أكثر تقدما يدمج كل هذا فى شئٍ واحدٍ و هو الحاسب المحمول Laptop.
حسناً أعتقد أنه قد حان الوقت لسؤالٍ أخير، هل يُعد هاتفك النقال جهاز حاسب؟ بحسب تصنيفك فإنه ينقسم إلى عتاد و هو جسم الهاتف بما به من دوائر و إلى برمجيات و ما أكثرها على الهواتف الان.
و لو سلمنا بكونه حاسبٍ فماذا ستقول عن دائرة إنذار سيارتك؟ فالعتاد بها واضح جداً و لكن البرنامج الموجود عليها قد لا يكون شيئا واضحاَ أو مفهوماَ بالنسبة إليك.
حسناً تلك هى الأجهزة المدمجة، هى كل ما يشبه الحاسب من حيث التكوين و لكنه قد لا يشبهه من حيث الشكل. الأجهزة المدمجة قد تجدها فى سيارتك، فى الثلاجة، فى غسالة الملابس، فى هاتفك النقال و الكثير غير ذلك.
لتعرف أكثر ما هى الأجهزة المدمجة يجب أن تتوقف أمام الإسم قليلاً، كلمة (مدمجة) لابد و أنها توحى بمعنى معين. نعم إنها سر تفرد تلك الفئة و استقلاليتها عن فئة الحاسبات الشخصية. فهذه الفئة الجديدة غالباً ما تكون جزءاً من شئ أكبر. لنأخد مثالاً على ذلك، أنت تقرأ الآن إعلاناً عن إحدى سيارات BMW الجديدة. تجد نظم متقدمة للتحكم بالفرامل و نظم لحقن الوقود و إغلاق آلى و آمن للأبواب و غيرها من المزايا. ما يهمنا هو تأمل هذة النظم جميعها، كل واحدٍ منها هو عبارة عن نظامٍ مضمنٍ و كل هذة الأنظمة المُضمَّنة تتحد لتُكون منتجا قد لا يَرى له الكثيرين علاقة بالبرمجة و لا الإلكترونيات من الأساس.
فارق آخر بين الأجهزة المُدمجة و بين أجهزة الحاسب الشخصية،  الاجهزة المدمجة تكون مُعدة لهدفٍ معينٍ, و بالتالى هى منتجة لتحقق أكبر قدر ممكن من الكفائة و التوفير اثناء تحقيق هذا الهدف. فلنفرض أنك تُريد جهازاَ ليُنبهك بمواقيتِ الصلاة، يمكنك شراء جهاز حاسب آلى غالى الثمن و تنصيب أحد برامج تنبيه الصلاة عليه. أو يمكنك شراء ساعة مُؤذنة كتلك الموجودة بالمساجد و سأترك لك  المقارنة بين الحلين من حيث التكلفة و سهولة التعامل و غيرها من العوامل.


خلاصة القول إذاً أن النظم المُدمجة هى دوائر إلكترونية مُدعمة بنظم برمجية مًعدة فى أغلب الأحوال للقيام بمهمة محددة على عكس الحاسبات الآلية العادية التى تُصمم لتتعامل مع أغلب مجالات الحياة المُختلفة دون التركيز على مجالٍ واحد.